الحكم على طالب أولى متوسط في بريدة بالسجن لمدة 5 سنوات والجلد 300 جلدة!!!
مسكين ذلك الطالب لم يكن يعلم ما يخبئه له القدر؛ يدرس في الصف الأول متوسط في متوسطة بريدة ببريدة مدينة التناقضات لا يعرف إلا طريق البيت والمدرسة والقيام على شؤون والديه الكهلين الذين ليس لهما في هذه المنطقة بعد الله إلا هذا الابن الذي يدرس في الصباح ويعمل في المساء ليحصل على ما يسد به رمق الأسرة ولكن زيادة الأسعار وغلاء المعيشة أثقل كاهله ورأي أن العمل في محل الخضار لساعتين بعد العصر لا يكفي لشراء رغيف خبز الأمر الذي جعله يقرر أن يتحول من الدراسة النهارية إلى الدراسة الليلية ليتمكن من العمل خلال النهار لعل وعسى أن يتحسن الحال قليلاً ويستطيع توفير متطلبات البيت ومستلزمات المدرسة.
أتاه أحد الأشخاص وطلب منه سلف خمسمائة ريال على أن يعيدها له بعد أسبوع لكنه رفض بحجة أن ما كل ما لديه هو هذا المبلغ وهو بحاجته فأقسم ذلك الشخص بأنه لا يستطيع دفع فاتورة الكهرباء المقطوع عنهم وحلف بالله بأنه سيعيد المبلغ خلال أسبوع واحد لا أكثر, ولكنه ماطل وماطل وماطل في السداد !! وحصلت بينهم مشادة في الكلام فأبلغه الطالب بأنه سوف يبلغ الشرطة إن لم يقم بالسداد فقال أمهلني فقط أسبوعاً أخيراً, وبعد انتهاء المهلة قام هذا الشخص بالاتصال على الطالب وطلب منه أن يأتيه ليعطيه المبلغ وعندما وصل أمام بيته خرج عليه وألقى بالمبلغ في حضنه وهو في السيارة وأثناء ذلك تفاجأ بمجموعة من الأشخاص يحيطون به وأسلحتهم موجهة إليه واقتادوه عنوة إلى حيث لا يعلم وبعد ساعة من المسير قالوا له نحن مكافحة المخدرات وألقوا به في التوقيف؛ فتوسل إليهم بأنه بريء وقالوا له لا تكلمنا, الأمر منوط بهيئة التحقيق والإدعاء العام الذين سيحضرون إليك هنا.
وبعد يومين حضر اثنان من الهيئة إلى توقيف مكافحة المخدرات وقالا له لقد ضبطت معك اثنتان وعشرون حبة منشطة ونقود مرقمة, عندها أكتشف الطالب خيوط اللعبة وأن ذاك الشخص المدين له؛ سدده بأوراق نقدية مرقمة وعندما ألقاها إليه؛ ألقى معها تلك الكمية من الحبوب المنشطة.
وقد يتساءل القاري لماذا فعل ذلك؟ الجواب اتضح لاحقاً ؛ إن الشخص ذاك صاحب سوابق؛ وأخيراً ألقي القبض عليه وبحيازته كمية من الحبوب, وليخفف عنه الحكم يجب عليه أن يتعاون مع المكافحة ويسمى مصدر سري؛ وبعدد الذين يدل عليهم يخفف عنه الحكم؛ لذا لم يجد غير هذا الطالب المسكين ليتخلص منه ويوهم رجال مكافحة المخدرات بأنه سلمهم أحد المروجين ليخفف عنه الحكم فيما بعد كما وعدوه. الطالب أخبر المحققين بالقصة بأنه دائن للشخص المذكور ... إلى آخر القصة, ولكن لم يُلتفت لأقواله بل قيل له إذا كنت ترغب بالعودة إلى مدرستك فما عليك إلا الاعتراف وسيؤخذ عليك تعهد فقط ويطلق سراحك لأنك مازلت طالب وسوف تعود إلى مدرستك وإلا سيطول التحقيق معك ولن تخرج قبل ستة أشهر.
الطالب المسكين تذكر والده المريض وأمه المسنة ودواءهما الذي لا يستطيعان معرفة وقت جدول مواعيد تناوله بدون مساعدته؛ فما كان منه إلا الرضوخ خوفاً من بقائه ستة الأشهر المقبلة وطمعاً في الخروج الآن, وفعل ما طلب منه ووقع على محضرهم, ولكن الذي حدث بعد ذلك لم يكن بالحسبان حيث أغلق المحققان الباب عليه خلفهما وتركاه يحبس دموعه - كما حبساه - خلف قضبان جفنيه, ثم تفاجأ بإحالته إلى قاضي المحكمة الجزئية في بريدة وحكم عليه القاضي تعزيراً بالسجن لمدة خمسة سنوات وثلاثمائة جلدة وغرامة خمسة آلاف ريال ورفض الطالب الحكم بعد أن بين لفضيلة القاضي حقيقة ما حدث بالضبط ودونه في صك الحكم؛ ولكن يبدو أن فضيلته قد توصل إلى الحكم حال وصول المعاملة, وقبل وصول الطالب المتهم, فحكم عليه هذا الحكم القاسي ورماه خلف قضبان السجن وهو لم يقترف ذنباً سوى أنه ضحية لمكيدة بريء منها كبراءة الذئب من دم يوسف.
الجدير بالذكر قبل الختام أن أخاه أتى من الرياض بعد القبض عليه بيومين وطلب منهم أجراء تحليل طبي له للتأكد من تعاطيه المادة المخدرة فرفضوا وقالوا له: لقد أعترف والاعتراف سيد الأدلة, وطلب منهم السماح له بمقابلته أو مكالمته فرفضوا وبعد إحالته إلى السجن تمكن من زيارته وعرف منه القصة الكاملة فتقدم بخطاب إلى إمارة بريدة برقم (3412) وتاريخ 3/2/1429 هـ ولقي منهم تجاوباً طيباً ولكن المعاملة قبرت في أدراج القاضي.
ويجب عدم الشك في حرص رجال مكافحة المخدرات على مكافحة هذا الداء الخبيث ولا في أمانتهم ولكن يجب عليهم ألا يعتمدوا على أصحاب السوابق الذين لا يخافون الله ومستعدون لأي عمل من شأنه التخفيف من محكوميتهم مستقبلاً, فمكافحة المخدرات جهاز حكومي وقادر - بما لديه من وسائل وقدرات - على الإيقاع بالمتعاطين والمروجين بدون أي احتمال لوقوع الظلم.
والأمل ما زال بالله ثم بالمسؤولين الذين يخافون الله أن ينظروا إلى هذا الطالب بعين الرحمة ويعاد التحقيق ويحقق مع المصدر السري (الشخص الذي أوقع بالطالب) ليظهر الحق وتتحقق العدالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة:
1- وصلتني هذه الرسالة بالإيميل مع اسم مرسلها ورقم جواله وصورة صك الحكم برقم الرقم 77/4 وتاريخ /18/2/1429هـ وشهادة تعريف من المدرسة بانتظامه فيها؛ مؤرخة بـ 12/1/1429 هـ وقمت بالاتصال بالمرسل وتأكدت من الحادثة ومن أهل الطالب أنفسهم يسمح بنقل هذه الرسالة لكل من لديه معرف بموقع آخر.
وهذا تقرير ربما يساعد في كشف بعض الممارسات المتخذه بحق المواطنين في المنطقه من قبل جهاز المكافحة والجهاز القضائي.
منقول للأهمية..